أحدث ما نشر

الأربعاء، 9 يناير 2013

حملة لا للرشوة For Ever (بقلمي)


أتذكر منذ طفولتي و دراساتي الأولى في الإبتدائي تلك الحملات ضد الرشوة و المسماة بالإسم الأبدي ''لا للرشوة'' ، وأتذكر تلك الأنشطة المكررة التي كنا نقوم بها حينما نكتب على جدران المؤسسة التعليمية عبارات لا للرشوة و الرشوة حرام ... بدون أن نتعلم المعاني الحقيقية لهذه الحملات و بدون أن نفهم خطورة هذه الرشوة فكل شيء كان يمر بسطحية لدرجة أن أغلبيتنا لم يستوعب المراد من هذا الهرج كله بل كنا نعتبرها فرصة للتهرب من الفصول الدراسية و القيام بالرسم على الجدران إذ لم نكن نعلم أنها جزء من تعليمنا .
ومن كان سيخبرنا بذلك ؟ و نحن كنا مجرد أطفال نفهم ما نراه ونسمعه فقط .
وبعد مرور 12 سنة أو أكثر على هذه الأشياء أجد أن لا شيء يتغير في هذه الحملات فالسطحية تظل الصفة الطاغية عليها و لا تقوم بالدور المنوط بها أي توعية الفئات المجتمعية البيسطة و هذا ما يبدو خلال الحملة الأخيرة التي تقوم بها الدولة و خصصت لها مزانيات للإشهار التلفزي و الإذاعي و على الجرائد و اللوحات الإعلانية ورغم كل هذا فالحملة تبدو ضعيفة ، ليس من حيث الوسائل المستخدمة لتبليغها بل من حيث المضمون و الذي يبدو ضعيفا و لا يحمل التحذير الكافي بخطورة هذه الظاهرة ، فمن وجهة نظري كان يجب التكلم عن الرشوة بكل نواحيها من الرشوة الصغيرة التي نعرفها إلى الرشوة الكبيرة التي لا نستوعبها و لا نعلم عنها شيء ،وبذلك سنتعلم و نتعظ في أن واحد .
فأنا لا أستطيع أتخيل أن تستمر الدعايات الإشهارية ضد الرشوة كما هي في السنوات القادمة لذلك أتمنى أن لا يكون هذا النهج أبديا لأنه ببساطة لا يؤتي أكله و لا يبلغ الرسالة كما ينبغي.

0 التعليقات: