أحدث ما نشر

الثلاثاء، 1 يناير 2013

ما نحتاجه فعلا ... (بقلمي)


من الأشياء التي نحتاجها فعلا في مجتمعنا المليء بشتى أنواع الفساد منها الأخلاقي و السياسي و الإجتماعي هناك الجدية في التعامل لأننا ببساطة غير جديين وغير اقعيين فتجدنا نتعامل مع كل شيء باستهثار .
انطلاقا من التخطيط لأمورنا البسيطة اليومية إلى التخطيط للأمور الكبيرة المتعلقة بمستقبلنا و مستقبل الأجيال القادمة .
فهذا الإستهتار بالرغم من بساطته في أغلب الأحيان إلى أن مخلفاته تكون عميقة و تنتج أنواعا كثيرة من الفساد .
مثلا الإستهثار و عدم الجدية في إنجاز المشاريع من الأشياء التي تنتشر في مجتمعنا و هي في الأصل تعتبر فسادا وأذكر مشروع بناء قنطرة صغيرة بين مدينتي تيفلت و الخميسات على واد صغير يسمى واد تيفلت استمرت عملية إنجازها لما يقارب السنتين و هو مشروع لن يكلف كل هذه المدة الزمنية و هو ما يوحي بوجود اختلالات ليست زمنية فقط بل مادية لأنه كل ما طالت فترة إنجاز مشروع كل ما زادت كلفته .
هذا مثال بسيط لنوع من أنواع الفساد الذي يأتي نتيجة لعدم الجدية في التعامل مع هذه المواقف من طرف المسؤولين بتركهم للكرة في ملعب المقاولين للتصرف بمزاجيتهم في إنجاز المشاريع وغالبا ما تكون الإستفادة متبادلو بين الطرفين .
و لدي مثال اخر سأدونه هنا كذلك يتعلق باستهتار مقاول و مهندس في بناء بلدية كنت أشتغل بها كعامل جبص لأشهد على عمليات فساد و رشوات واضحة تتعلق بتلاعبات بين الطرفين بحيث أن المقاول في وعوده للجهات المعنية ببناء البلدية كان قد التزم بأنواع محددة من الزليج و الجبص و غيرهما لكن في التطبيق اختار أنواعا أخرى أقل جودة وبالتالي أرخص ثمنا وكذلك عدم القيام بكل الأشغال الموجودة في الرسم التخطيطي للبلدية وهذا كله كان بتواطؤ مع المهندس الذي كان طبعا مسفيدا يأخد عمولته من هذا الفساد .
فلو كان أحد الطرفين على الأقل جديا و يتعامل بصفة المعقول لما ترك الطرف الأخر يجره في تلاعباته لكن للأسف كلاهما من نفس الفئة ، و بالتالي الخاسر دائما هو المواطن الذي تبنى هذه المباني الحكومية من الضرائب المفروضة عليه و لا تجد أي مواطن يتعامل بجدية مع الضرائب التي يدفعا ويراقف أين تنفق و الدولة ككل تتعامل باستهتار و عدم جدية بعدم متابعتها للمفسدين في هذا المجال .
إذا غياب الجدية و المتابعة يسهل الطريق أمام المفسدين لأخد راحتهم في التلاعب و النهب و الرشوة .

0 التعليقات: