أحدث ما نشر

الأحد، 6 يناير 2013

إلى من يدعي محاربة الفساد لتحقيق المصالح الخاصة (بقلمي)


قبل مدة كنت قد نشرت على مدونتي الشخصية التي أسميها ''مدونة التبرڭيڭ '' موضوعا يتحدث عن بعض الأشخاص جمعتني الأقدار بهم يدعون محاربة الفساد لكن من خلال محاورتهم يتضح أن هذا ليس هدفهم الحقيقي بل هو مجرد وسيلة لتحقيق هدف مخفي و هو الحصول على منافع شخصية و في ما يلي أترككم مع التدوينة لتفهموا ما أقصد :


نضال الظاهر ليس كنضال الباطن

شائت الأقدار و الصدف أن تلاقيني لثلاث مرات مع أشخاص يقولون عن أنفسهم مناضلين في مدينتي (تيفلت) و نراهم دائما في مظاهرات حركة عشرين فبراير بالمدينة ، و للغرابة فكلهم التقيت بهم في سيارة أجرة و أنا عائد من مدينة الرباط إلى مدينة تيفلت و الجميل في الأمر أني  التقيت كل واحد منهم على حدا بحيث استطعت أن أجمع ملاحظات عن أفكارهم الموحدة و أخبركم بها في هذه التدوينة .
لكونهم يحملون أفكار متشابهة فلا داعي للتحدث عن كل واحد لوحده بل سأسرد عليكم مباشرة مفهومهم الخاص والكلي لما يسمونه بالنضال .
فهو بالنسبة لهم قوة شخصية تدفعك للوقوف أمام من لا يمثل أفكارك أو من لا يؤمن بها و تجعلك تصف سكان مدينتك بالمتخلفين الجبناء الذين لا يتكلمون عن حقوقهم و أن تقول عنهم حيوانات لأنهم يخافون من القمع دون أن تراعي أسبابهم الشخصية ، و أن تمتلك مدرعات لتقتلهم  ، و تترك فقط من يستطيع التكلم و يطالب بحقوقه وطبعا الحقوق التي تعجبك أنت و ليست الحقوق التي يريدونها هم  .
فعلى حسب معرفتي فهذه تسمى دكتاتورية و ليست نضالا و لكن ربما حدث تغيير ما أو تحديث للمصطلحات دون علمي.
فمن الغرابة أن تسمي نفسك مناضلا و أنت تحمل نفس أفكار من تحاربهم وتقول عنهم مفسدين و دكتاتوريين .
ومن الغريب أيضا أن تجدهم يحملون شعارات تنادي بالديمقراطية و المساواة و الكلمات الأخرى المستوردة التي لا يستوعبون معناها، فقط لأنهم شاهدوا ثوارا اخرين في بلدان أخرى يحملونها فتشبهوا بهم .
لهذا ارتأيت أنه من الضروري أن أنصح هؤلاء الثلاثة و الكثير ممن يحملون نفس أفكارهم بإعادة ترتيب أوراقهم و تسمية أنفسهم بأسماء أخرى أقرب إلى فكرهم الديكتاتوري وأن يتركوا مصطلح النضال و شأنه لأنه بدأ فعلا يشتكي منهم .
فكما يبدو من كلامهم أنهم لا يريدون التغيير ، بل فقط يتمنون أخد مناصب المفسدين الحاليين ليبينوا لهم المعنى الحقيقي للفساد و الديكتاتورية لأنهم في نظرهم لا يجيدون أداء المهمة وهم من يعرفون الطريقة المثلى للتخلص من الذين لا يوافقونهم أرائهم.
فحينما بدأ كل واحد منهم بالتحدث عن إنجازاته ذكر أنه أول من حمل مشعل النضال بالمدينة و أول من كافح لأجل النهوض بالمدينة ، وعبر كل منهم عن شعوره بالسعادة لأنه حقق النصر الذي لم يحققه الأغبياء الذين لا يحركون ساكنا و النصر بالنسبة لهم هو الحصول على رخص للنقل  -لاكريمات- .
فأين هو الكفاح والنضال يا ترى ؟
 و هم الذين يكرسون لاقتصاد الريع ، زيادة على أن هذا النصر الذي يتحدثون عنه نصر شخصي و لا يمس أي شخص أخر.
وهذا ما يجعلنا نفهم أن مثل هؤلاء هم من يتاجر بهموم و مأسي المجتمع لتحقيق مبتغاهم المختزل في الشهرة و المال و المجد...
وهناك شيء أخر اكتشفته و كنت غافلا عنه هو أن  هناك نضال من نوع أخر يسمى النضال للمصالح الشخصية و هو السائد هذه الأيام- فكل واحد كينشش على كبالتو- أي أن ما يناضلون لأجله علنا  ليس هو ما يطمحون له سرا.

0 التعليقات: