سر السندباد -أول قصة قصيرة كتبتها-
سر السندباد
أول تجربة كتابية لي أشاركها اليوم معكم
كان أخر من يركب السفينة بعد أن جمع أغلى ما كان يملكه من ملابس رثة و أطعمة يعلم أنها لن تمنحه و لو سعرة حرارية واحدة تقيه شر البرد القارص في المكان الذي سيتوجه إليه ،رحل تاركا ورائه بغداد بقصورها الشامخة و مكتباتها العامرة و
عقولها النابغة.
أحس بجسده يتمايل فأدرك أن السفينة تتحرك نحو بلاد الإفرنج كما
مذكور في لائحة الرحلات المدرجة هذا اليوم ،وكما عودنا السندباد في مغامراته في كل مرة تحول رياح قوية دون وصوله للمكان الذي يقصده ، و تحوًل مسار السفينة نحو وجهة مجهولة إلى أن ارتطمت بصخور قرب شاطئ غريب عنه و يراه
لأول مرة ، مما أدى إلى تحطم جزء منها وغرقها .
و حاول السندباد النجاة سباحة نحو الشاطئ ولكنه فقد الوعي جراء تلاطم الأمواج مع رأسه ،
ويما اننا اعتدنا على أن
ينجو دائما فقد استفاق بعد ذلك ليجد نفسه مرميا على الشاطئ و بعد أن استرجع وعيه
كاملا أخد يستكشف المكان من حوله لربما يجد ما يشبع رمقه أو شخصا ما يخبره عن
إسم هذا المكان الغريب عنه .
و استمر في التجول إلى أن بدت
له من بعيد قبيلة عبارة عن أكواخ بسيطة ، و بدأ يقترب منها بحذر إلى أن أصبح قريبا
جدا منها و لاحظ أن سكانها لا يرتدون سوى خرقا يسترون بها عوراتهم وطريقة عيشهم
تبدو جد بدائية فأيقن بأنه حل في مكان لم يره أو يسمع عنه من قبل .
الحياة التي شاهدها هنا أصابتها بحالة انبهار ، لأنه لم يتخيل أبدا أن يكون هناك مكان بالعالم بهذا التخلف ، لأنه تعود
على بغداد رمزا للتقدم و العيش الكريم و الرخاء . إلا أن ما يراه الأن لم يخطر
بباله أبدا .
وقد
قرر العودة إلى بغداد بطريقة لا نعرفها و
لن نعرفها ، إلا أن ما نعرفه الأن هو أن السندباد قد اعتزل الترحال وتم تكريمه بإحدى دول الخليج و استقر يتابع
أخبار العراق بقناة الجزيرة ، و يبتسم في صمت لأنه كان أول من اكتشف هذا البلد
الذي يستعمر وطنه الآن و لكنه أخفى ذلك عن الجميع لكي لا يتهم بالكذب لأنه في زمنه
لم يكن هناك عالم جديد و لم يكن هناك شعب بدائي في نظر قومه.